فوائد تطبيق الجودة في المنظمات الوقفية

فهرس المقال:

كما هو معلوم، فإن الأوقاف في عصرنا الحاضر تدار بصورة مؤسسية من خلال القطاع الحكومي أو من خلال مؤسسات شبه مستقلة عن الحكومات وهناك مؤسسات خاصة تدير وترعى الأصول الوقفية وتعمل على تنميتها واستثمارها وصرف ريعها على المصارف المستحقة. ولما كان الأمر كذلك فإننا سنتحدث في هذا المقال عن فوائد تطبيق الجودة الشاملة في الكيانات الوقفية من أهمها:

1. كسب مصداقية العملاء:

أول هذه الفوائد وأهمها أن يتحقق للمنظمة الوقفية مصداقية ما بين عملائها و كافة شرائح المجتمع  الأخرى وخصوصاً الموقفين والمتبرعين والمحسنين، فعندما تتحقق معايير الجودة في المنظمة الوقفية ، ستكون الخدمات والمنتوجات الوقفية على درجة عالية من الإتقان والجودة، ما يعني أنها ومن خلالها سيتم تحصيل موقفين ومتبرعين جدد يؤمنون بفكر الوقف الاجتماعي.

ولن تتحقق هذا المصداقية كما ذكرنا سابقا ما لم نتفهم احتياجات عملاء وزبائن المنظمات الوقفية من موقفين أو موقوف لهم أو مستأجري عقارات الأوقاف، أو مستثمرين لها، أو مورد خدمات ومنتوجات وغير ذلك .

2. التقليل من التكاليف:

إذا تم اعتماد معايير الجودة بعناية فائقة، فإن معدل التكاليف والميزانيات العامة للمؤسسة تنخفض بصورة ملحوظة، لأن عمل المهام بالطريقة الصحيحة التي تؤدى بطريقة سليمة ستخفض التكاليف الزائدة والتجريبية

أو التطويرية وغيرها، فالجودة عندما تكون صحيحة وتطبق بدون محاولات عديدة، فهذا يقلل من المواد التالفة ، وبالتالي تقل التكاليف والمصاريف. لا سيما ونحن نتحدث عن الأوقاف ومصاريفها، والتي يجب فيها التحري والدقة في الصرف، ولهذا الشأن كان يسمي الإمام الشافعي   الأوقاف بـ” الصدقات المحرمات”، لبيان حرمة التعدي عليها أو استغلالها بشكل خاطئ .

3. إيجاد البيئة الصحيحة للتطوير:

لأننا عندما نتبنى معايير صحيحة قابلة للقياس والتطوير، سيخلق ذلك جواً من الطمأنينة والاستقرار الوظيفي لدى عموم العاملين، ويساعدهم على تطوير مهاراتهم من خلال العملية التطويرية لمنظمة الوقفية وهنا يتحتم على النظارة الوقفية العمل على استمرار خلق البيئة الصحيحة، وأن لا تسمح بأن ينزل مستوى العمل ،أو يتقبل إدخال مدخلات رديئة، أو الاستمرار في استخدام الأهداف الكمية دون التنبه للنوعية منها، أو خلق برامج رديئة في الجودة بحجة التكاليف والأسعار، والتغافل عن التعامل مع الاستبيانات أو الإحصائيات لغرض تطوير بيئة العمل، العاملين في مختلف المستويات، وإبقاء المعوقات أو الحواجز في الأقسام والإدارات خشية إحداث تغييرات جديدة. لأن العميل أو الزبون في النهاية يبحث عن الإبداع في العمل والإنتاج والخدمات وغيرها.

4. تطوير أدوات قياس أداء العمليات:

إن تطوير أدوات القياس، يعني تقليل الوقت وحفظه، في الإجراءات والعمليات التي توضح  من قبل النظارة ً الوقفية لإنجاز الخدمات للموقف أو الموقوف عليه يجب أن تراعي عامل الوقت، لأن ذلك سيؤثر قطعا على تعاملات الجمهور والعملاء، ولن يتحقق تطوير المنتجات والخدمات الوقفية إلا عندما تتحسن رغبات العملاء في التعامل مع المؤسسات الوقفية والرضا عن أدائها، وإعطائها المصداقية التامة في التحرك الاجتماعي . والإدارة الوقفية يجب عليها أن تعمل على استنفاذ كافة وسائل البحث واستعمال الأدوات في تحقيق الجودة في معاييرها وبرامجها وفعالياتها ومنتوجاتها المقدمة للجمهور.

5. تحسين نوعية المخرجات:

من الفوائد كذلك، أنه وعندما نطبق هذه المعايير، ستخرج لنا ثمرات هذا التطبيق من خلال نوعية وتقنية المخرجات، لأن هذا يوفر للأوقاف ديناميكية قطاع نظم المعلومات ” ولكي تتحقق النوعية، يجب أن يتوفر في أي إدارة وقفية قيادة عليا تأخذ على عاتقها الجدية في العمل والتفاني في الإشراف والتخطيط و الإدارة، يصاحب ذلك قدرة مؤسسية على تلبية رغبات العملاء بكافة شرائحهم و إشباعها عن طريق التواصل المستمر البناء، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال عملية تحسين وتطوير مستمر لإستراتيجيات المؤسسة وعملياتها وإجراءاتها، يوازي ذلك جهود حثيثة لتأهيل الموارد البشرية لإتقان الجودة والمخرجات، بتعاون وتضافر فرق العمل الجماعي .

6. زيادة الأصول الوقفية:

إن الوقف فكر متجدد لا ينضب ولا يتوقف عند حد معين، فهو قائم ما قامت الحياة الدنيا، وثمراته ومنافعه دائمة ومستمرة، ولكي تكون للمنظمة الوقفية ديناميكية، يجب أن تكون آليات استقطاب الأوقاف الجديدة على درجة عالية من الفعالية، يوازيها عمل دؤوب وفعال في استثمار الأوقاف الموجودة، وتنويع طرق ومجالات الاستثمار لتفادي المخاطرة بهذه الأصول والموجودات، وهذا لن يتحقق مالم يكن هناك جهاز استثماري متمكن (أفراد، أجهزة فنية، خبرات، وغير ذلك..) قادر على هذه الديناميكية الوقفية. وهذا ما دعا العديد من الفقهاء في العصور المتقدمة إلى ضرورة الاهتمام بالأصول الوقفية، والعمل على تأصيل الريع الوقفي حال زيادته واستكفاء المصارف،

ختاماً:

إن الخلاصة التي تسعى إليها أي مؤسسة وقفية معاصرة هي تحسين الأداء المؤسسي ورقي المنتجات والخدمات المقدمة للجمهور، ولكي تتحسن يجب أن تتساوى هذه المنتجات والخدمات مع روح وفكر المنظمة الوقفية [الرؤية والرسالة والقيم] وإذا أردنا أن نؤكد ذلك، نقول إن الجودة في نظام الأوقاف هي نظم متطورة وعمليات إدارية مستخدمة لتحقيق الغايات و الأهداف، و كسب رضا العميل والموظف على حد سواء .

 

إشراف: د. إبراهيم بن علي المحسن
المادة: إدارة الجودة الوقفية

مقالات ذات صلة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المعرفة

صفحات الموقع

إبقى على إتصال

إشترك في القائمة البريدية سيصلك كل جديد. خطوة بسيطة وتكون ممن يطلعون على الخبر في بداية ظهورة.

© حقوق النشر 2024 | مبرة الإحسان الوقفية، جميع الحقوق محفوظة