ماهي إدارة الجودة في المؤسسات الوقفية؟
هي مجال يهتم بتطبيق معايير وممارسات تحسين الأداء والرقي في العمل الوقفي، سواء على مستوى الإدارة أو الاستثمار أو التنمية أو الصرف.
أولاُ: مفهوم الجودة الوقفية وأهميتها في العصر الحديث
هو مفهوم يعبر عن مدى التزام المؤسسات الوقفية بتطبيق معايير وممارسات تحسين الأداء والرقي في العمل الوقفي، سواء على مستوى الإدارة التنفيذية أو الاستثمار أو الصرف.
أهمية الجودة الوقفية تكمن في أنها تساهم في تحقيق الأهداف الشرعية والقيم الإسلامية للوقف، وتعزز دوره في خدمة المجتمع والتنمية المستدامة، وفيما يلي بعض الفوائد التي تترتب على تطبيق الجودة الوقفية، وهي:
- تحسين كفاءة وفعالية العمليات الوقفية وزيادة الإنتاجية والربحية.
- تحقيق رضا وثقة الواقفين والمستفيدين والمانحين والموظفين والمجتمع بشكل عام.
- تعزيز الابتكار والتطوير والتحديث والتكيف مع التغيرات البيئية والتقنية والاجتماعية.
- تحقيق التميز والتفوق والريادة والتنافسية في مجال العمل الوقفي.
- تحقيق الاستدامة والاستمرارية والتوسع والنمو للمؤسسات الوقفية.
ثانياً: معايير الجودة الوقفية وعلاقتها بالمبادئ الشرعية والقيم الإسلامية.
هي مجموعة من المبادئ والممارسات التي تهدف إلى تحسين الأداء والرقي بالعمل الوقفي، وتتوافق مع المبادئ الشرعية والقيم الإسلامية التي تنظم الوقف وتحميه وتنميه، وفيما يلي بعض هذه المعايير:
- الالتزام بالأهداف الشرعية للوقف والمصالح العامة للمجتمع.
- الالتزام بالشفافية والمحاسبة والمسؤولية في الإدارة والاستثمار والصرف.
- الالتزام بالتخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة والتقييم والتطوير المستمر.
- الالتزام بالتعاون والتنسيق والتكامل مع الجهات المعنية بالعمل الوقفي.
- الالتزام بالابتكار والتجديد والتحديث والتكيف مع التغيرات البيئية والتقنية والاجتماعية.
- الالتزام بالتميز والتفوق والريادة والتنافسية في مجال العمل الوقفي.
هذه المعايير تعكس الرؤية الإسلامية للوقف كمؤسسة خيرية واجتماعية واقتصادية تسهم في تحقيق الفلاح والسعادة للواقفين والمستفيدين والمجتمع، وفيما يلي مجموعة من التفاصيل والمراجع والدراسات والمقالات، يمكن الاطلاع عليها والتي تتناول هذا الموضوع، مثل:
- دراسة في معايير الإدارة والتنميةللدكتور سامي الصلاحات.
- دراسة في معايير الإدارة الناجحة للدكتور سامي الصلاحات.
- المعايير الشرعية للمؤسسات المالية الإسلاميةللدكتور عبد الله بن محمد العنقري.
ثالثاً: طرق وأدوات قياس وتقييم الجودة الوقفية ومؤشراتها
هي مجموعة من الأساليب والتقنيات التي تساعد على تحديد مستوى الأداء والرقي في العمل الوقفي، وتحليل النقاط القوية والضعيفة، واستخراج النتائج والتوصيات للتحسين المستمر، وفيما يلي بعض هذه الطرق والأدوات:
- أدوات الجودة السبعة: هي أدوات إحصائية وإدارية تستخدم لتحديد وتحليل وحل المشكلات المتعلقة بالجودة، وهي: مخطط إيشيكاوا، تحليل باريتو، الرسم البياني، الرسم الخطي، الرسم الهيستوجرامي، الرسم البياني للتحكم، وورقة الفحص.
- مؤشرات الأداء الرئيسية: هي أدوات قياسية تستخدم لقياس ومراقبة مدى تحقيق الأهداف والمخرجات المرجوة من العمل الوقفي، وتتعلق بمجالات مثل: رضا وثقة المستفيدين، الكفاءة والفعالية في العمليات الوقفية، الابتكار والتطوير في الخدمات الوقفية، التميز والتفوق في العمل الوقفي.
- بطاقة الأداء المتوازن: هي أداة استراتيجية تستخدم لتُوازِن بين الأهداف والمقاييس المالية وغير المالية للمؤسسات الوقفية، وتربط بين الرؤية والرسالة والاستراتيجية والمبادرات والمؤشرات والموارد، وتتضمن أربعة مرتكزات رئيسة، وهي: مرتكز المستفيدين، مرتكز العمليات الداخلية، مرتكز التعلم والنمو، مرتكز المالية.
وفيما يلي بعض المراجع والمعلومات التي يمكن الاستفادة منها في بعض الدراسات والمقالات وهي كالتالي:
- أدوات الجودة السبعة – دليل تطبيقي، والتي تشرح كيفية استخدام هذه الأدوات في حل مشكلات الجودة وتقديم أمثلة مع نماذج جاهزة للتحميل.
- مؤشرات الأداء الرئيسية وبطاقة قياس الأداء للجودة – دليل كامل، والتي تبين كيفية تحديد وتصميم وتنفيذ ومراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية للجودة وتقديم أمثلة وقوالب لبطاقة الأداء المتوازن.
- المؤسسات الوقفية بين قياس الأداء الاستراتيجي وتحسين جودة خدماتها، والتي تسلط الضوء على أهمية قياس وتقييم الأداء الاستراتيجي للمؤسسات الوقفية وتحسين جودة خدماتها.
رابعاً: أفضل الممارسات والنماذج العالمية في مجال الجودة الوقفية والتعلم من التجارب الناجحة.
هي تلك التي تستند إلى معايير ومبادئ وممارسات تحسين الأداء والرقي بالعمل الوقفي، وتتوافق مع الشريعة الإسلامية والقيم الإسلامية، وتساهم في تحقيق الأهداف الشرعية والمصالح العامة للمجتمع، وفيما يلي بعض هذه الممارسات والنماذج، وهي:
- نموذج الجودة الوقفية الشاملة: هو نموذج تم تطويره من قبل الدكتور سامي الصلاحات، ويهدف إلى تقديم معيار شامل ومتكامل لقياس وتقييم وتحسين الجودة الوقفية في كل مراحل العمل الوقفي، من الإنشاء إلى الإدارة إلى الاستثمار إلى الصرف، ويتضمن أربعة محاور رئيسة، وهي: الجودة الشرعية، والجودة الإدارية، والجودة الاستثمارية، والجودة الاجتماعية.
- نموذج الوقف الإسلامي المستدام: هو نموذج تم تطويره من قبل الدكتور عبد الله العنقري، ويهدف إلى تقديم معيار متوازن ومتجدد لتحقيق الاستدامة والاستمرارية والتوسع والنمو للمؤسسات الوقفية، ويتضمن خمسة محاور رئيسة، وهي: الوقف الإسلامي، والموارد البشرية، والموارد المالية، والموارد الطبيعية، والموارد التقنية.
- نموذج الوقف الإسلامي الذكي: هو نموذج تم تطويره من قبل الدكتور محمد العمراني، ويهدف إلى تقديم معيار مبتكر ومتطور لتطبيق التقنيات الحديثة في العمل الوقفي، ويتضمن ستة محاور رئيسة، وهي: الوقف الإسلامي، والإدارة الذكية، والاستثمار الذكي، والصرف الذكي، والتسويق الذكي، والتقييم الذكي.
خامساً: التحديات والمعوقات التي تواجه تطبيق الجودة الوقفية وكيفية التغلب عليها.
عدة تحديات تواجه تطبيق الجودة الوقفية وتتعلق بالعوامل البيئية والإدارية والثقافية والتقنية والمالية والبشرية التي تؤثر على الأداء والرقي في العمل الوقفي، وفيما يلي بعض هذه التحديات:
- عدم التزام الإدارة العليا والواقفين والمستفيدين بمفهوم وأهمية الجودة الوقفية ومعاييرها وممارساتها.
- عدم وجود رؤية واضحة واستراتيجية محددة وخطة عمل متكاملة لتطبيق الجودة الوقفية في المؤسسات الوقفية.
- عدم وجود أدوات ومؤشرات ومقاييس لقياس وتقييم وتحسين الجودة الوقفية ومراقبة مدى تحقيقها.
- عدم وجود نظام معلوماتي وقفي متطور ومتكامل يربط بين جميع الجهات المعنية بالعمل الوقفي ويوفر البيانات والمعلومات اللازمة لدعم اتخاذ القرارات.
- عدم وجود موارد مالية وبشرية وتقنية كافية ومؤهلة لتطبيق الجودة الوقفية وتحقيق أهدافها ومنافعها.
- عدم وجود آليات وبرامج للتدريب والتأهيل والتحفيز والتقدير للعاملين في المؤسسات الوقفية لرفع مستوى كفاءتهم وفعاليتهم وولائهم.
- عدم وجود ثقافة الجودة الوقفية التي تسود بين العاملين والمستفيدين والمجتمع وتشجع على التعاون والتنسيق والتكامل والابتكار والتميز في العمل الوقفي.
وللتغلب على هذه التحديات والمعوقات، يجب على المؤسسات الوقفية اتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات، مثل:
- نشر وتوعية وتثقيف الإدارة والواقفين والمستفيدين بمفهوم وأهمية الجودة الوقفية ودورها في تحقيق الأهداف الشرعية والمصالح العامة للمجتمع.
- وضع رؤية واضحة واستراتيجية محددة وخطة عمل متكاملة لتطبيق الجودة الوقفية في المؤسسات الوقفية وتحديد المسؤوليات والمهام والموارد والمؤشرات والمخرجات المرجوة.
- تطوير وتطبيق أدوات ومؤشرات ومقاييس لقياس وتقييم وتحسين الجودة الوقفية ومراقبة مدى تحقيقها وتقديم التقارير والتوصيات اللازمة للتطوير المستمر.
- إنشاء وتطوير نظام معلوماتي وقفي متطور ومتكامل يربط بين جميع الجهات المعنية بالعمل الوقفي ويوفر البيانات والمعلومات اللازمة لدعم اتخاذ القرارات وتحسين الأداء والرقي.
- توفير وتنمية وتحسين الموارد المالية والبشرية والتقنية الكافية والمؤهلة لتطبيق الجودة الوقفية وتحقيق أهدافها ومنافعها وتعزيز الشراكات والتعاون مع الجهات المانحة والداعمة.
- إنشاء وتطبيق آليات وبرامج للتدريب والتأهيل والتحفيز والتقدير للعاملين في المؤسسات الوقفية لرفع مستوى كفاءتهم وفعاليتهم وولائهم وتشجيعهم على المشاركة والابداع والتميز في العمل الوقفي.
- تعزيز وتنمية ثقافة الجودة الوقفية التي تسود بين العاملين والمستفيدين والمجتمع وتشجع على التعاون والتنسيق والتكامل والابتكار والتميز في العمل الوقفي.
سادساً: الآثار والمنافع المترتبة على تحقيق الجودة الوقفية على المستوى الفردي والمؤسسي والمجتمعي.
- على المستوى الفردي: تساهم الجودة الوقفية في تحسين حياة الأفراد المستفيدين من الأوقاف، سواء كانوا واقفين أو موقوفًا عليهم أو مساهمين أو موظفين أو متطوعين، من خلال توفير الخدمات والمنافع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية والصحية والدينية والبيئية، وتعزيز قيم العطاء والتضامن والتعاون والتكافل والرحمة والبر والتقوى.
- على المستوى المؤسسي: تساهم الجودة الوقفية في تحسين أداء وفعالية وكفاءة المؤسسات الوقفية، سواء كانت حكومية أو خاصة أو مدنية، من خلال تطبيق معايير وممارسات وأدوات الجودة في الإدارة والاستثمار والتنمية والصرف، وتحقيق رضا وثقة وولاء الجهات المعنية بالعمل الوقفي، وتعزيز الابتكار والتطوير والتحديث والتكيف والتميز والتفوق والريادة والتنافسية في مجال العمل الوقفي.
- على المستوى المجتمعي: تساهم الجودة الوقفية في تحسين مستوى التنمية والرفاهية والاستدامة في المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية، من خلال توفير الموارد والمشاريع والبرامج والمبادرات الوقفية التي تستجيب للحاجات والتحديات والفرص والأهداف المجتمعية، وتحقيق المصالح والمنافع العامة والمشتركة، وتعزيز السلام والأمن والعدالة والحرية والحقوق والواجبات والمسؤولية والمواطنة والتعددية والتنوع والتضامن والتعايش والحوار والتعاون بين الشعوب والثقافات والأديان.